وِردُ الْمَغرِب أى وردالفَتْحِيَّة :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَوْلايَ يَا غَافِر، يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ، سُبْحانَ اللهِ تَعْظِيمَاً لِأَسْمَائِهِ عَدَدَ الْمَعْلُومَاتِ، وَالْحَمْدُ للهِ الكَبِيرِ المتُعالِ مُبدِئِ المخلوقات، وَلاَ إلَهَ إلَّا اللَّهُ عَدَدَ الْمُخلِصِينَ أَصْحَابِ العِنَايَات، وَاللَّهُ أكْبَرُ تَكْبِيرَاً لِجَلالِكَ وعَظَمَتِكَ مِلءَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَات، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بَاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، كَنْزِ الْخَيرِ وَالسَّعادَات .. إِلَهَنا لَكَ هَذَا الْجَلالُ في انْفِرادِ وَحْدَانِيَّتِكَ، وَلَكَ سُلْطَانُ الْعِزِّ في دَوَامِ رُبُوبِيَّتِكَ، بَعُدَتْ على قُربِكَ أَوْهَامُ البَاحِثِينَ على بُلُوغِ صِفَاتِك، وتَحَيَّرَتْ أَلْبَابُ العَارِفينَ بِجَلالَتِكَ وعَظَمَتِك؛ إِلَهَنا فَاغْمِسْنا في بِحْرٍ مِنْ نُورِ هَيبَتِكَ حَتَّى نَخرُجَ وَفي رُوحِنَا شُعَاعَاتُ رَحمَتِك، وَقَابِلْنا بِنُورِ اسْمِكَ الْمَكنُون، وَامْلأ وُجُودَنَا بِوُجُودِ سِرِّكَ الْمَخْزُونِ، حَتَّى نَرَى الكَمَالَ الْمُطْلَقَ في الْمَكْنُونِ الْمُطلَقِ الْمَصُونِ ، وَأَشْهِدْنَا مَشَاهِدَ قُدْسِكَ مِنْ غَيْرِ تَقَلُّبٍ وَلاَ فُتُون، وَاجْعَلْ لَنَا مَدَداً رُوحَانِيَا تَغسِلْنا بِهِ مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُون، وَأدْرِكْنَا بِاللُّطْفِ الْخَفِيِّ الّذي هُوَ أَسْرَعُ مِنْ إطبَاقِ الْجُفُون، وَأَوَقِفنَا مَوَاقِفَ الْعِزِّ، وَاحْجُبْنا عَنِ العُيُون، وَأشْهِدْنَا الْحَقَّ اليَقِين، يَا قَوِيُّ يَا مَتِينُ، يَا نُورُ يَا مُبِينُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ؛ إِلَهَنا فأطلِعْ على وُجودِنا شَمسَ شُهُودِكَ في الأَكْوَان، وَنَوِّر وُجُوهَنا بِنُورِ وُجُودِكَ في كُلِّ الأَحْيَان، وَأَدْخِلْنَا في رِياضِ العَافِيَةِ وَالعَيان، يَا حَنّانُ يَا مَنَّان، يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَنُ، يَا ذَا العِزَّةِ وَالبُرْهَان، يَا ذَا الرَّحْمَةِ وَالغُفْران، يا ذَا الفَضْلِ وَالإِحْسَان، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرام، يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَولايَ يَا غافِرُ، يَا لَطيفُ يَا خَبيرُ؛ إِلَهَنا أَلْبِسْنَا مَلابِسَ لُطْفِكَ، وَأَقْبِلْ عَلَينَا بِحَنَانِكَ وَعَطفِك، وَأخْرِجْنا مِنَ التَدبيرِ مَعَكَ وعَلَيكَ، وَاهْدِنا بِنُورِكَ إِلَيْكَ، وَأَقِمْنَا بِصِدْقِ العُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَخْرِجْ ظُلُمَاتِ التَّدْبيرِ مِنْ قُلُوبِنَا، وَانْشُرْ نُورَ التَّفْوِيضِ في أَسْرَارِنا، وَأَشْهِدْنَا حُسْنَ اخْتِيَارِكَ لَنَا حَتَّى يَكُونَ مَا تَقْضِيهِ فِينَا، وَتَختارُهُ لَنا أَحَبَّ إِلَينَا مِنِ اخْتِيارِنَا لِأَنفُسِنا، وَاهْدِنا لِلْحَقِّ الْمُبِين، وَعَلِّمْنَا مِنْ عِلْمِ اليَقِين، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ، يَا غَنِيُّ يَا كَريمُ، يَا غَفُورُ يَا حَلِيمُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ، يَا مَوْلايَ يَا قَادِرُ، يَا مَولايَ يَا غَافِرُ، يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ؛ إِلَهَنا نَسْأَلُكَ بِجَلالِ كَمالِ وَجْهِكَ الكَريمِ، وَبِضِياءِ سَنَاءِ نُورِكَ العَظيم، وبِتَدقيقِ تَحقيقِ عِلمِكَ يَا عَليمُ أَن تُنَزِّلَ على قُلوبِنا مِن نورِ الذِكرِ وَالحِكمَة ما نَجِدُ بالحِسِّ وَالْمُشاهَدَة بَرْدُه، حَتَّى لا نَنساكَ وَلاَ نَعصيكَ أبَداً، وَاجمَع بَينَنا وبَينَ النِيَّةِ وَالصِّدقِ وَالإخلاصِ وَالْخُشوعِ وَالْهَيبَةِ وَالْحَياءِ وَالْمُراقَبَةِ وَالنُّورِ وَالنَشاطِ وَالقُوَّةِ وَالحِفظِ وَالعِصمَةِ وَالفَصاحَةِ وَالبَيانِ وَالفَهمِ وَالقُرآن، وخُصَّنا بالْمَحَبَّةِ وَالاِصْطِفائِيَّةِ وَالتَّخصيصِ، وكُن لَنا سَمْعاً وَبَصَراً وَلِساناً وقَلْبَاً ويَدَاً ومُؤَيِّدَاً، يَا مُغِيثُ يَا مُجِيبُ، يَا سَمِيعُ يَا بَصيرُ يَا خَبير.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بِجَوَامِعِ أَسْرارِ أَسْمَائِكَ، ولَطَائِفِ مَظَاهِرِ صِفَاتِك، وَقِدَمِ وُجُودِ ذاتِك، أنْ تُنَوَّرَ قُلُوبَنا بِنُورِ هَدَايَتِك، وَأَنْ تُلْهِمَنا حُبَّ مَعرِفَتِك، وَأَنْ تَستُرَ عَلَينا بِسَترِ حِمايَتِك، وَأَنْ تَجعَلَ أُنسَنا بِك، وشَوقَنا إِلَيْكَ، وخوفَنا مِنْكَ، حَتَّى لا نَرجُو أَحَدَاً غَيرَك، وَلاَ نَخشَى أَحَدَاً سِوَاك.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الاِعْتَمادَ عَلَيْك، وَالاِنقِيادَ إِلَيْكَ، وَالْحُبَّ فِيكَ، وَالقُرْبَ مِنْك، وَالأَدَبَ مَعَك، وَأَنْتَ نُورُ السَّموَاتِ وَالأَرض، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ، وَعَظُمَ شَأنُكَ، وَلاَ إلَهَ غَيرُك، سَلِّمْنَا وَسَلِّمْ دِيْنَنَا، وَكَمِّل إِيمَانَنَا، وَتَمِّمْ عِرفَانَنا، وَوَجِّهْنَا بِكُلَّيَتِنا إِلَيْكَ، وَلاَ تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنا طَرْفَةَ عَينٍ وَلاَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِك، وشَوِّقنا إِلَى لِقائِك، وَاقْطَع عَنَّا كُلَّ قاطِعٍ يِقطَعُنا عَنْك، وقَرَّبنا إذا أَبعَدْتَنا، وَاقْرُبْ مِنَّا إذا قَرَّبتَنا، وَعَلِّمْنَا إذَا جَهِلْنا، وَفَهِّمْنَا إذَا عَلَّمْتَنَا، يَا أَوَّلُ يَا آخِر، يَا ظاهِرُ يَا قادِر، يَا غافِرُ يَا عَلِيمُ، يَا مَوْلايَ يَا قَادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطِيفُ يَا خَبير.
إِلَهِي لوَلاَ ما جَهِلتُ مِن أَمْرِي ما شَكَوتُ عَثَراتي، ولَوَلاَ ما ذَكَرتُ مِنَ الإِفرادِ ما سَفَحْتُ عَبَراتي، فأَصْلِح مُشَتِّتاتِ العَثراتِ بِمُرسَلاتِ العَبَرات، وهَبْ كَثيرَ السَّيِّئاتِ لِقليلِ الْحَسَنَاتِ.
إِلَهِي أَخرَسَتِ الْمَعَاصِي لِسَانِي فَمَالِي مِنْ وَسيلَةٍ مِن عَمَل، وَلاَ شَفيعٍ سِوَى الأَمَل؛ إِلَهِي أَقصَتْني الْحَسناتُ مِن جُودِكَ وكَرَمِك، وَأَلْقَتَني السَّيِّئاتُ بَيْنَ عَفوِكَ ومَغفِرَتِك، إنَّ رَجَائي لا يَنقَطِعُ عَنْكَ وَإِنْ عَصَيْتُك، كَما أنَّ خَوفي لا يُزايِلُني مِنكَ وَإِنْ أَطَعتُك.
إِلَهِي لا أَستطيعُ حَوَلاً عَنْ مَعصِيَتِكَ إِلَّا بَعِصمَتِك، وَلاَ قُوَّةَ لي على الطَّاعَةِ إلَّا بِتَوْفِيقِك؛ مَنْ هُوَ في قَبضَةِ قَهْرِكَ كَيفَ يَخاف، مَنْ هُوَ دائِرٌ في دائِرَةِ لَذَّاتِكَ أَينَ يِذهَب؛ يَا إِلَهِي أنَا مَسْلوبُ الإِرادِة، عَارٍ عَنِ الْمَشِيئَةِ، عاجِزٌ عَنِ الحولِ وَالقُوَّة، أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتي، وَقِلَّةَ حيلَتي وَهوَاني على الْمَخْلُوقِين، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَنْتَ رَبُّ المستَضعَفين، وَأَنْتَ ربّي، إِلَى مَن تَكِلُني إِلَى عَبدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيَّ غَضَبٌ مِنكَ فَلا أُبَالِي، ولَكِنَّ عافِيَتَكَ هِيَ أَوسَعُ لي، رَبِّ فَلا تَحْجُبْ دَعْوَتي، وَلاَ تَرُدَّ مَسْأَلَتي، وَلاَ تَدَعْني بِحَسْرَتي، وَلا تَكِلْني إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتي، وَارْحَم عَجْزي وَفَقْري وَفَاقَتِي، وَاجْبُر كَسْري، وَارْحَمْ ذُلِّي وحَالَتي؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيْمُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، ياذا الفَضلِ وَالإحسان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، ياذا الرَّحمةِ وَالغُفران، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا ذا العَظَمَةِ وَالسُلطان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا ذَا العِزِّ وَالبُرهان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، ياذا الْجَلالِ وَالإكرام، وسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحمَةً وعِلماً، وجُدْتَ بِفَضلِكَ وَإحسانِكَ عَلَيناً مِنَّةً و حِلماً، يَا مُحسِنُ يَا مُجَّمِّل، يَا مُنعِمُ يَا مُتَفَضِّل، يَا ذَا النَّوَالِ وَالنِّعَم، يَا ذَا الْجُودِ وَالكَرَم، يَا عَظيمُ ياذا العَرشِ العَظيم، نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسمِكَ العَظيمِ الأَعظَم، الكَبِيرِ الأَكْبَرِ، الّذي مَنْ أَسعَدْتَهُ ورَحِمتَهُ وَألْهَمتَهُ يَدعُوكَ بِهِ، وَبِمعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَبِمُنتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، أنْ تَقْسِمَ لَنَا مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ مَا تُصْلِحُ بِهِ شَأنَنا كُلَّه، وَأَنْ تُحيِنَا حَياةً طَيِّبَةً في أَرْغَدِ عَيْشٍ وَأهْنَاهُ، يَا جَامِعُ يَا مَنْ لا يَمنَعْهُ عَنِ العَطاءِ مَانِع، يَا مُعطِيَ النَّوَالِ قَبلَ السُّؤال، فَتَوَلَّنا يَا مَوْلانَا فَأَنْتَ بِنَا أَوْلى، يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطيفُ يَا خَبير؛ إِلَهنَا فَاجْعَلنَا مِنَ الْمُخلِصِين، ومِمَّن سَلَكَ الطَّريقَ مِنْ أهْلِ اليَقين، وَ ارْعَنا بِرِعايَتِك، وَاحْفَظْنَا بِرَأفَتِكَ لِنَكُونَ مِنَ الآمِنِين، وَأرْشِدْنا إِلَى سَبِيلِكَ لِنَكُونَ مِنَ العَالِمِين ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ * (ثُمَّ تَذكُر حاجَتَك) وَتَقول: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظَاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ * وَصَلَّى اللَّهُ على سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنَ الصَّادِقينَ بِنُبُوَّةِ الأَقدَمِين وَالمبعوثِ رَحمَةً للعالَمين، عَدَدَ مَن تَقَدَّمَ مِنَ الْخَلقِ وَمِنْ تَأَخَّر، وَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ القَولُ وَمَنْ تَذَكَّر، صَلاةً مَمنوحَةً بالرَّحْمَةِ وَ السَّلام، مَخصوصَةً بالقَبولِ على الدَّوَام، صَلاةً دائِمَةً بِدوَامِ الدَّهرِ الموجُود، باقِيَةً بأحكامِ الوُجُود، وَعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأوْلادِهِ وَأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَتِهِ الطَيِّبينَ كَما تَقَدَّم، الْحَمْدُ للهِ على ما أَنْعَم، يَا مَوْلايَ يَا قَادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطيفُ يَا خَبير، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ على الْمُرْسَلِينَ *﴿وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. ﴾ * يَا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَوْلايَ يَا غَافِر، يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ، سُبْحانَ اللهِ تَعْظِيمَاً لِأَسْمَائِهِ عَدَدَ الْمَعْلُومَاتِ، وَالْحَمْدُ للهِ الكَبِيرِ المتُعالِ مُبدِئِ المخلوقات، وَلاَ إلَهَ إلَّا اللَّهُ عَدَدَ الْمُخلِصِينَ أَصْحَابِ العِنَايَات، وَاللَّهُ أكْبَرُ تَكْبِيرَاً لِجَلالِكَ وعَظَمَتِكَ مِلءَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَات، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بَاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، كَنْزِ الْخَيرِ وَالسَّعادَات .. إِلَهَنا لَكَ هَذَا الْجَلالُ في انْفِرادِ وَحْدَانِيَّتِكَ، وَلَكَ سُلْطَانُ الْعِزِّ في دَوَامِ رُبُوبِيَّتِكَ، بَعُدَتْ على قُربِكَ أَوْهَامُ البَاحِثِينَ على بُلُوغِ صِفَاتِك، وتَحَيَّرَتْ أَلْبَابُ العَارِفينَ بِجَلالَتِكَ وعَظَمَتِك؛ إِلَهَنا فَاغْمِسْنا في بِحْرٍ مِنْ نُورِ هَيبَتِكَ حَتَّى نَخرُجَ وَفي رُوحِنَا شُعَاعَاتُ رَحمَتِك، وَقَابِلْنا بِنُورِ اسْمِكَ الْمَكنُون، وَامْلأ وُجُودَنَا بِوُجُودِ سِرِّكَ الْمَخْزُونِ، حَتَّى نَرَى الكَمَالَ الْمُطْلَقَ في الْمَكْنُونِ الْمُطلَقِ الْمَصُونِ ، وَأَشْهِدْنَا مَشَاهِدَ قُدْسِكَ مِنْ غَيْرِ تَقَلُّبٍ وَلاَ فُتُون، وَاجْعَلْ لَنَا مَدَداً رُوحَانِيَا تَغسِلْنا بِهِ مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُون، وَأدْرِكْنَا بِاللُّطْفِ الْخَفِيِّ الّذي هُوَ أَسْرَعُ مِنْ إطبَاقِ الْجُفُون، وَأَوَقِفنَا مَوَاقِفَ الْعِزِّ، وَاحْجُبْنا عَنِ العُيُون، وَأشْهِدْنَا الْحَقَّ اليَقِين، يَا قَوِيُّ يَا مَتِينُ، يَا نُورُ يَا مُبِينُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ؛ إِلَهَنا فأطلِعْ على وُجودِنا شَمسَ شُهُودِكَ في الأَكْوَان، وَنَوِّر وُجُوهَنا بِنُورِ وُجُودِكَ في كُلِّ الأَحْيَان، وَأَدْخِلْنَا في رِياضِ العَافِيَةِ وَالعَيان، يَا حَنّانُ يَا مَنَّان، يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَنُ، يَا ذَا العِزَّةِ وَالبُرْهَان، يَا ذَا الرَّحْمَةِ وَالغُفْران، يا ذَا الفَضْلِ وَالإِحْسَان، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرام، يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَولايَ يَا غافِرُ، يَا لَطيفُ يَا خَبيرُ؛ إِلَهَنا أَلْبِسْنَا مَلابِسَ لُطْفِكَ، وَأَقْبِلْ عَلَينَا بِحَنَانِكَ وَعَطفِك، وَأخْرِجْنا مِنَ التَدبيرِ مَعَكَ وعَلَيكَ، وَاهْدِنا بِنُورِكَ إِلَيْكَ، وَأَقِمْنَا بِصِدْقِ العُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَخْرِجْ ظُلُمَاتِ التَّدْبيرِ مِنْ قُلُوبِنَا، وَانْشُرْ نُورَ التَّفْوِيضِ في أَسْرَارِنا، وَأَشْهِدْنَا حُسْنَ اخْتِيَارِكَ لَنَا حَتَّى يَكُونَ مَا تَقْضِيهِ فِينَا، وَتَختارُهُ لَنا أَحَبَّ إِلَينَا مِنِ اخْتِيارِنَا لِأَنفُسِنا، وَاهْدِنا لِلْحَقِّ الْمُبِين، وَعَلِّمْنَا مِنْ عِلْمِ اليَقِين، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ، يَا غَنِيُّ يَا كَريمُ، يَا غَفُورُ يَا حَلِيمُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ، يَا مَوْلايَ يَا قَادِرُ، يَا مَولايَ يَا غَافِرُ، يَا لَطِيفُ يَا خَبِيرُ؛ إِلَهَنا نَسْأَلُكَ بِجَلالِ كَمالِ وَجْهِكَ الكَريمِ، وَبِضِياءِ سَنَاءِ نُورِكَ العَظيم، وبِتَدقيقِ تَحقيقِ عِلمِكَ يَا عَليمُ أَن تُنَزِّلَ على قُلوبِنا مِن نورِ الذِكرِ وَالحِكمَة ما نَجِدُ بالحِسِّ وَالْمُشاهَدَة بَرْدُه، حَتَّى لا نَنساكَ وَلاَ نَعصيكَ أبَداً، وَاجمَع بَينَنا وبَينَ النِيَّةِ وَالصِّدقِ وَالإخلاصِ وَالْخُشوعِ وَالْهَيبَةِ وَالْحَياءِ وَالْمُراقَبَةِ وَالنُّورِ وَالنَشاطِ وَالقُوَّةِ وَالحِفظِ وَالعِصمَةِ وَالفَصاحَةِ وَالبَيانِ وَالفَهمِ وَالقُرآن، وخُصَّنا بالْمَحَبَّةِ وَالاِصْطِفائِيَّةِ وَالتَّخصيصِ، وكُن لَنا سَمْعاً وَبَصَراً وَلِساناً وقَلْبَاً ويَدَاً ومُؤَيِّدَاً، يَا مُغِيثُ يَا مُجِيبُ، يَا سَمِيعُ يَا بَصيرُ يَا خَبير.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بِجَوَامِعِ أَسْرارِ أَسْمَائِكَ، ولَطَائِفِ مَظَاهِرِ صِفَاتِك، وَقِدَمِ وُجُودِ ذاتِك، أنْ تُنَوَّرَ قُلُوبَنا بِنُورِ هَدَايَتِك، وَأَنْ تُلْهِمَنا حُبَّ مَعرِفَتِك، وَأَنْ تَستُرَ عَلَينا بِسَترِ حِمايَتِك، وَأَنْ تَجعَلَ أُنسَنا بِك، وشَوقَنا إِلَيْكَ، وخوفَنا مِنْكَ، حَتَّى لا نَرجُو أَحَدَاً غَيرَك، وَلاَ نَخشَى أَحَدَاً سِوَاك.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الاِعْتَمادَ عَلَيْك، وَالاِنقِيادَ إِلَيْكَ، وَالْحُبَّ فِيكَ، وَالقُرْبَ مِنْك، وَالأَدَبَ مَعَك، وَأَنْتَ نُورُ السَّموَاتِ وَالأَرض، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ، وَعَظُمَ شَأنُكَ، وَلاَ إلَهَ غَيرُك، سَلِّمْنَا وَسَلِّمْ دِيْنَنَا، وَكَمِّل إِيمَانَنَا، وَتَمِّمْ عِرفَانَنا، وَوَجِّهْنَا بِكُلَّيَتِنا إِلَيْكَ، وَلاَ تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنا طَرْفَةَ عَينٍ وَلاَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِك، وشَوِّقنا إِلَى لِقائِك، وَاقْطَع عَنَّا كُلَّ قاطِعٍ يِقطَعُنا عَنْك، وقَرَّبنا إذا أَبعَدْتَنا، وَاقْرُبْ مِنَّا إذا قَرَّبتَنا، وَعَلِّمْنَا إذَا جَهِلْنا، وَفَهِّمْنَا إذَا عَلَّمْتَنَا، يَا أَوَّلُ يَا آخِر، يَا ظاهِرُ يَا قادِر، يَا غافِرُ يَا عَلِيمُ، يَا مَوْلايَ يَا قَادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطِيفُ يَا خَبير.
إِلَهِي لوَلاَ ما جَهِلتُ مِن أَمْرِي ما شَكَوتُ عَثَراتي، ولَوَلاَ ما ذَكَرتُ مِنَ الإِفرادِ ما سَفَحْتُ عَبَراتي، فأَصْلِح مُشَتِّتاتِ العَثراتِ بِمُرسَلاتِ العَبَرات، وهَبْ كَثيرَ السَّيِّئاتِ لِقليلِ الْحَسَنَاتِ.
إِلَهِي أَخرَسَتِ الْمَعَاصِي لِسَانِي فَمَالِي مِنْ وَسيلَةٍ مِن عَمَل، وَلاَ شَفيعٍ سِوَى الأَمَل؛ إِلَهِي أَقصَتْني الْحَسناتُ مِن جُودِكَ وكَرَمِك، وَأَلْقَتَني السَّيِّئاتُ بَيْنَ عَفوِكَ ومَغفِرَتِك، إنَّ رَجَائي لا يَنقَطِعُ عَنْكَ وَإِنْ عَصَيْتُك، كَما أنَّ خَوفي لا يُزايِلُني مِنكَ وَإِنْ أَطَعتُك.
إِلَهِي لا أَستطيعُ حَوَلاً عَنْ مَعصِيَتِكَ إِلَّا بَعِصمَتِك، وَلاَ قُوَّةَ لي على الطَّاعَةِ إلَّا بِتَوْفِيقِك؛ مَنْ هُوَ في قَبضَةِ قَهْرِكَ كَيفَ يَخاف، مَنْ هُوَ دائِرٌ في دائِرَةِ لَذَّاتِكَ أَينَ يِذهَب؛ يَا إِلَهِي أنَا مَسْلوبُ الإِرادِة، عَارٍ عَنِ الْمَشِيئَةِ، عاجِزٌ عَنِ الحولِ وَالقُوَّة، أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتي، وَقِلَّةَ حيلَتي وَهوَاني على الْمَخْلُوقِين، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَنْتَ رَبُّ المستَضعَفين، وَأَنْتَ ربّي، إِلَى مَن تَكِلُني إِلَى عَبدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيَّ غَضَبٌ مِنكَ فَلا أُبَالِي، ولَكِنَّ عافِيَتَكَ هِيَ أَوسَعُ لي، رَبِّ فَلا تَحْجُبْ دَعْوَتي، وَلاَ تَرُدَّ مَسْأَلَتي، وَلاَ تَدَعْني بِحَسْرَتي، وَلا تَكِلْني إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتي، وَارْحَم عَجْزي وَفَقْري وَفَاقَتِي، وَاجْبُر كَسْري، وَارْحَمْ ذُلِّي وحَالَتي؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيْمُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، ياذا الفَضلِ وَالإحسان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، ياذا الرَّحمةِ وَالغُفران، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا ذا العَظَمَةِ وَالسُلطان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا ذَا العِزِّ وَالبُرهان؛ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، ياذا الْجَلالِ وَالإكرام، وسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحمَةً وعِلماً، وجُدْتَ بِفَضلِكَ وَإحسانِكَ عَلَيناً مِنَّةً و حِلماً، يَا مُحسِنُ يَا مُجَّمِّل، يَا مُنعِمُ يَا مُتَفَضِّل، يَا ذَا النَّوَالِ وَالنِّعَم، يَا ذَا الْجُودِ وَالكَرَم، يَا عَظيمُ ياذا العَرشِ العَظيم، نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسمِكَ العَظيمِ الأَعظَم، الكَبِيرِ الأَكْبَرِ، الّذي مَنْ أَسعَدْتَهُ ورَحِمتَهُ وَألْهَمتَهُ يَدعُوكَ بِهِ، وَبِمعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَبِمُنتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، أنْ تَقْسِمَ لَنَا مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ مَا تُصْلِحُ بِهِ شَأنَنا كُلَّه، وَأَنْ تُحيِنَا حَياةً طَيِّبَةً في أَرْغَدِ عَيْشٍ وَأهْنَاهُ، يَا جَامِعُ يَا مَنْ لا يَمنَعْهُ عَنِ العَطاءِ مَانِع، يَا مُعطِيَ النَّوَالِ قَبلَ السُّؤال، فَتَوَلَّنا يَا مَوْلانَا فَأَنْتَ بِنَا أَوْلى، يَا مَولايَ يَا قادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطيفُ يَا خَبير؛ إِلَهنَا فَاجْعَلنَا مِنَ الْمُخلِصِين، ومِمَّن سَلَكَ الطَّريقَ مِنْ أهْلِ اليَقين، وَ ارْعَنا بِرِعايَتِك، وَاحْفَظْنَا بِرَأفَتِكَ لِنَكُونَ مِنَ الآمِنِين، وَأرْشِدْنا إِلَى سَبِيلِكَ لِنَكُونَ مِنَ العَالِمِين ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ * (ثُمَّ تَذكُر حاجَتَك) وَتَقول: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظَاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ * وَصَلَّى اللَّهُ على سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنَ الصَّادِقينَ بِنُبُوَّةِ الأَقدَمِين وَالمبعوثِ رَحمَةً للعالَمين، عَدَدَ مَن تَقَدَّمَ مِنَ الْخَلقِ وَمِنْ تَأَخَّر، وَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ القَولُ وَمَنْ تَذَكَّر، صَلاةً مَمنوحَةً بالرَّحْمَةِ وَ السَّلام، مَخصوصَةً بالقَبولِ على الدَّوَام، صَلاةً دائِمَةً بِدوَامِ الدَّهرِ الموجُود، باقِيَةً بأحكامِ الوُجُود، وَعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأوْلادِهِ وَأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَتِهِ الطَيِّبينَ كَما تَقَدَّم، الْحَمْدُ للهِ على ما أَنْعَم، يَا مَوْلايَ يَا قَادِر، يَا مَولايَ يَا غافِر، يَا لَطيفُ يَا خَبير، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ على الْمُرْسَلِينَ *﴿وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. ﴾ * يَا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar